القصة الثانية: اليد الغريبة

أنها يدي اليسرى.

هى التي حملت المسدس ثم شدت أجزاءه وضغطت على زناده فأطلقت رصاصه صوب رأس زوجتي.

لقد حاولت أن أمنعها ولكن لا سلطان لي على يدي اليسرى التي أستقلت تماماً عن جسدي منذ أن أستعدتُ حركتي وتعافيتُ من تلك السكتة الدماغية اللعينة.

بفترة غيبوبتي بالمشفى، كان ونيسي روح قرصان مشوه الخلقة فشلت صلواتي أن تجبره على مغادرة كوابيسي.

تفاخر القرصان بأن الفضل يعود له في نجاتي من الحادث المميت الذي سبب لي تلك السكتة الدماغية فشكرته بمنامي ولكنه أخبرني أن الشكر لا يكفي، وأن ثمن نجاتي هو أن أهديه يدي اليسرى ليستبدلها بخطافه.

لم يترقب موافقتي، لقد أقتنص القرصان يدي.

صحيح أنه لم يقطعها، ولكنها صارت ملكه وتتصرف وفقاً لأهواءه فتسرق وتصفع بأمره وتطلق الرصاص على من يصطفيه ضحية.

من الواضح أن هاذين الشرطيين يعتقدان أنني المجرم الذي قتل زوجته لأنها سلبته كل أمواله وأملاكه ثم طالبت بالطلاق منه وهو بين الحياة والموت.

لا يصدقان أن القاتل هنا هو يدي .. يدي الغريبة.

---

بطل هذه القصة يعاني من متلازمة اليد الغريبة – Alien Hand Syndrome وهى متلازمة نادرة تنتج عن السكتات الدماغية أو تلف في الجسم الثفني الذي يربط نصفي الدماغ. يعتقد صاحبها أن أحدى يديه لا تخضع لأمره مؤمناً بأن هناك قوى عليا أو كيان خفي أو أو روح شريرة أو شخص غيره يتحكم بها.

---

(اليد الغريبة هى القصة الثانية من سلسلة "سايكوفوبيا" وهى مجموعة قصص خيالية قصيرة مستوحاة من أمراض واضطرابات عقلية ونفسية حقيقية).

هذه القصص من ثمرة أفكار ميرنا المهدي. لا يسمح باستغلالها بأى شكل دون الحصول على موافقة كتابية منها ومن يخالف ذلك سيتعرض للمسائلة القانونية.