top of page

القصة الأولى: ستاندال

  • صورة الكاتب: Mirna El Mahdy
    Mirna El Mahdy
  • 13 يوليو 2020
  • 1 دقائق قراءة

هل أدفع حياتي ثمناً لإعجابي بها؟ تيقنتُ من أنها تبادلني المشاعر ذاتها حين دعتني لمعرضها الفني الأول ولكن يالساذجتي، لقد دعتني لتقتلني ببطء!

وصلنا قبل فتح الصالة الزاخرة بلوحاتها المنتمية للفن القوطي ووقفتْ تشرحها لي ثم أستأذنتْ لتعدل زينتها قبل وصول المدعوين لتتركني وحيداً بين الألوان المظلمة والوجوه الشاحبة والعيون المرعبة التي تحدق بي. ظننتُ الدوقة التي بتلك اللوحة الداكنة تتبعني بعينيها كالموناليزا ولكنها لم تكن مبتسمة مثلها، بل كان وجهها يشي بالشراسة وفمها المفتوح مجرداً من أية أسنان وبقبضتها رأساً تفيض دماً وعلى كتفها بلطة حادة. تسابقت قطرات العرق على جبيني وأخفق قلبي وتصارعت أنفاسي وأنا أراقب ساكنة اللوحة المخيفة تحرك عينها ثم تدير رأسها نحوي. تبعها قاطني باقي اللوحات وتخلوا عن مسكنهم وهجروا لوحاتهم ونَفَذُوا من إطاراتهم لقتلي. ضاع صوتي وشُلت أطرافي وتكورتُ مولياً ظهري لهم حتى لا أراهم وهم يقتربون نحوي ودعوتُ الله أن أفقد وعي قبل أن أشعر بهم ينهشونني حياً. وقد استجاب!

بطل القصة يعاني من (متلازمة ستاندال - Stendhal Syndrom) وهي متلازمة نادرة تصيب صاحبها بنوبات هلع وقلق وهلاوس بصرية بسبب التعرض للفن بشكل مكثف في أماكن مثل المتاحف والمعارض الفنية. سميت المتلازمة بهذا الاسم تيمناً بالروائي الفرنسي ستاندال الذي أصابته تلك المتلازمة أثناء زيارته لمتاحف فلورنس عام 1817.

(ستاندال هى القصة الأولى من سلسلة "سايكوفوبيا" وهى مجموعة قصص خيالية قصيرة مستوحاة من أمراض واضطرابات عقلية ونفسية حقيقية). هذه القصص من ثمرة أفكار ميرنا المهدي. لا يسمح باستغلالها بأى شكل دون الحصول على موافقة كتابية منها ومن يخالف ذلك سيتعرض للمسائلة القانونية.

1 Comment


tokazakaria6
Jul 16, 2020

حلوة اووووي بجد مستنية الباقي 😍😍😍😍😍😍😍

Like
Post: Blog2_Post
bottom of page